الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.سورة التكاثر: آياتها 8 آيات.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم. .إعراب الآيات (1- 2): {أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2)}.الإعراب: (حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن زرتم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ألهاكم). جملة: (ألهاكم التكاثر) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (زرتم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (ألهاكم)، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة. (زرتم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم. (المقابر)، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة. .إعراب الآيات (3- 4): {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}.الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (سوف) حرف استقبال (ثمّ) للعطف، ومفعول (تعلمون) محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر. جملة: (سوف تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (سوف تعلمون) الثانية لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة: التكرير: في قوله تعالى: (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ). وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة. .إعراب الآيات (5- 8): {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}.الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (علم) مفعول مطلق منصوب اللام لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو فاعل، والنون نون التوكيد الثقيلة.. جملة: (لو تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر. وجملة: (ترونّ الجحيم) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة. 7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (لترونّها) مثل الأول (عين) مفعول مطلق نائب عن المصدر، (لتسألنّ) مثل لترونّ بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (تسألنّ)، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها (عن النعيم) متعلّق ب (تسألنّ). وجملة: (ترونّها) جواب قسم مقدّر آخر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة. وجملة: (تسألنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها. الصرف: (6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو. البلاغة: 1- الحذف: في قوله تعالى: (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ). جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره. 2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ). حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب. 3- التكرير: في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ). حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل. الفوائد: - لتسألن عن النعيم: عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال صلى اللّه عليه وسلم: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول اللّه. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد للّه ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي. .سورة العصر: آياتها 3 آيات.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم. .إعراب الآيات (1- 3): {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.الإعراب: (والعصر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم عوض من المزحلقة (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (بالحقّ) متعلّق ب (تواصوا)، (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الثاني جملة: أقسم (بالعصر) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (إنّ الإنسان لفي خسر) لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (تواصوا) الأولى لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (تواصوا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (العصر)، اسم بمعنى الدهر أو بمعنى الوقت الذي بعد الزوال إلى الغروب، أو بمعنى صلاة العصر، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: - (ال) (الجنسية) و(ال) (العهدية): (ال) (الجنسية): إما لاستغراق الأفراد، كقوله تعالى: (إن الإنسان لفي خسر) أي جميع جنس الإنسان. أو لاستغراق خصائص الأفراد، مثل: (زيد الرجل كرما) أي الكامل في صفة الكرم. و(ال) العهدية: إما أن يكون معهودها مصحوبا ذكريا، كقوله تعالى: (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول)، أو معهودا ذهنيا: كقوله تعالى: (إذ هما في الغار). انتهت سورة (العصر) ويليها سورة (الهمزة). .سورة الهمزة: آياتها 9 آيات.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم. .إعراب الآيات (1- 3): {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}.الإعراب: (ويل) مبتدأ مرفوع، (لكلّ) متعلّق بخبر المبتدأ، (لمزة) نعت لهمزة مجرور مثله.. جملة: (ويل لكلّ) لا محلّ لها ابتدائيّة. 2- 3 (الذي) موصول بدل من (كلّ) في محلّ جرّ.. وجملة: (جمع) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (عدّده) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (يحسب) في محلّ نصب حال ممن فاعل عدّد.. والمصدر المؤوّل (أنّ ماله أخلده..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. وجملة: (أخلده) في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (1) همزة: صيغة مبالغة أي المكثر من الهمز، والتاء فيه للمبالغة، وزنه فعلة بضمّ وفتحتين. (لمزة)، مثل همزة صيغة ومعنى.. وفي المختار: الهمز كاللمز وزنا ومعنى وبابه ضرب، وفيه أيضا اللمز العيب وأصله الإشارة بالعين وبابه ضرب ونصر. الفوائد: - العبرة بعموم المعنى، لا بخصوص السبب: اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه السورة، فقيل: نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب، كان يقع في الناس ويغتابهم وقال محمد بن إسحاق: ما زلنا نسمع سورة الهمزة، نزلت في أمية بن خلف الجمحي وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم من ورائه ويطعن عليه في وجهه وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي. وقيل: هي عامة في كل شخص هذه صفته، كائنا من كان، وذلك لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والحكم. .إعراب الآيات (4- 9): {كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}.الإعراب: (كلّا) للردع والزجر اللام لام القسم لقسم مقدّر (ينبذنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الهمزة اللمزة (في الحطمة) متعلّق ب (ينبذنّ). جملة: (ينبذنّ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. 5- 7 الواو اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (الموقدة) نعت لنار (التي) موصول في محلّ رفع نعت ثان لنار (على الأفئدة) متعلّق ب (تطّلع).. وجملة: (ما أدراك) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (أدراك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما). وجملة: (ما الحطمة) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: هي (نار اللّه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (تطّلع) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). 8- 9 (عليهم) متعلّق ب (مؤصدة)، (في عمد) متعلّق بمحذوف خبر ثان ل (إنّ).. وجملة: (إنّها مؤصدة) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (4) الحطمة: صيغة مبالغة وزنه فعلة بضمّ وفتحتين من الثلاثيّ حطم باب ضرب بمعنى كسر، واستعمل في الآية الكريمة اسما للنار لأنها تحطم ما تلتقمه. (6) الموقدة: مؤنّث الموقد، اسم مفعول من الرباعيّ أوقد، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (9) ممدّدة: مؤنّث الممدّد، اسم مفعول من الرباعيّ مدّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. البلاغة: المقابلة: في قوله تعالى: (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ). بعد قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ). مقابلة لفظية رائعة البلاغة، فإنه لما وسمه بهذه السمة، بصيغة دلت على أنها راسخة فيه، ومتمكنة منه، أتبع المبالغة المتكررة في الهمزة واللمزة بوعيده بالنار التي سمّاها الحطمة، لما يكابد فيها من هول، ويلقى فيها من عذاب. واختار في تعيينها صيغة مبالغة على وزن الصيغة التي ضمنها الذنب المقترف حتى يحصل التعادل بين الذنب والجزاء. انتهت سورة (الهمزة) ويليها سورة (الفيل). |